عندما كنت معك كنت أشتاق إلى سواك، وعندما أصبحت مع غيرك صرت أشتاق إليك. وبين ما أنا فيه من شوق إليها، وما أنا فيه من شوق إليك، أعيش الآن مع أحد آخر، لكني أشعر بشوق إليك، وبشوق إلى غيرك في الوقت نفسه.. «خربطة مشاعر» هي ما تجعل منك ومنها جزءاً من حياة، لم يعد فيها أحد يعرف حقيقة مشاعره تجاه نفسه، وتجاه أحد يحبه ويشتاق إلى أحد غيره، ثم ينفصل عنه ويشتاق إليه.. ثم ينفصل عمن يحبّه ويشتاق إليه، مع أنه يعيش حالة حب جديدة.. خربطة أكيد، خربطة غير مفهومة وغير واضحة، وغير قابلة للتصديق.. لكنها حدثت، وتحدث كل يوم، معي، معك، معها.. عندما أختار، ويختار، وتختار.. أحداً توافق عليه قلوبنا، لكن عقولنا تبدي تجاهه رفضاً قاطعاً وكلياً.. وعقولنا أحياناً تأخذ شكل أب، أو أم، أو أخ، أو صديق.. عقول ترفض ما ارتضته قلوبنا، لأنها ترى فيه غير ما نرى نحن.. وغالباً ما نرضخ، نستسلم لمنطق العقل؛ لأنه، في النهاية، يتسلّح ضدّنا بالمصلحة التي لا نراها!!!.. ونراها أخيراً، فنترك من اختاره قلبنا ونذهب إلى آخر لنشعر بشوق إلى من تركناه، ثم نترك من نحن معه، أو ربما لأننا مازلنا نعيش شوقنا القديم.. أو ربما لأنَّ قلبنا خفق لسواه.. أو ربما مازلنا نراهق عاطفياً. لذلك، نترك لعقل من هم أكبر منا، ومن يعرف مصلحتنا أكثر منا، ومن له فضل علينا.. أن يبتزّنا عاطفياً؛ وكأنَّ قلوبنا ومشاعرنا وجدت كي نعيش، ونحلم أن نخرج من هذه الخربطة العاطفية التي نحن فيها!!.
بقلم أحمد تيناوي